التمريض المنزلي، هل يغني عن المستشفى

 


ما هي المسافة بينك وبين أقرب مستشفى أو عيادة طبية؟ هل اعتبرت يومًا اللجوء إلى التمريض المنزلي؟ هل تعاني في توفير رعاية صحية مناسبة لك أو لعائلتك؟ كل هذه الأسئلة تستمر في طرح نفسها دائمًا، في ظل استمرار حاجتنا للحصول على رعاية صحية قريبة وفعالة.

لا مساس بصحة الإنسان، وعند توفير الرعاية الصحية قد يظن البعض أن التمريض المنزلي قد لا يكون على قدر المسؤولية الموكلة إليه. أو يظن البعض أن اللجوء لمثل هذا الأمر يكون فقط في الأمور الطفيفة التي لا تؤثر تأثيرًا حرجًا على صحة الإنسان، مثل إعطاء الحقن أو تركيب الكانيولا وغيرها.

في حقيقة الأمر يمثل التمريض المنزلي الأن الوسيلة الأكثر أمانًا فيما يخص الرعاية الصحية، وقد أثبت مما لا يجعل مجالًا للشك أن في مقدوره تقديم خدمات كافية ووافية تلبي احتياجات طالبي الرعاية الصحية. بالطبع لا يمكن الاستغناء عن المستشفيات تحت أي ظرف، ولكن يمكن الاعتماد بشكل أكبر على خدمات موازية تستطيع توفير الرعاية المثلى في المنزل.

قد ثبتت قوة التمريض المنزلي بشكل لا يوصف في ظل جائحة فيروس كورونا المستمرة منذ بداية العام السابق (2020)، وهو ما سلط الضوء بشكل أكبر على هذه الخدمات وما تستطيع أن توفره. حيث كان التوجه إلى المستشفى يعتبر مصدر خطورة فيما يخص الإصابة بالعدوى؛ كما اكتظت المستشفيات بالحالات المصابة وكرست كل طاقتها لخدمات العزل. فأصبح التوجه إلى مستشفى خلال هذه الفترة أمرًا في غاية الخطورة.

وفي نفس السياق ولكن من منظور آخر، أثبت التمريض المنزلي كفاءة عالية في توفير الرعاية اللازمة للمصابين فيروس كورونا في المنزل وتوفير خدمة العزل المنزلي بإحكام.

لذا في ظل هذه التطورات السريعة والجريئة لهذا المجال، دعونا نستعرض أهم خصائص التمريض المنزلي ومعرفة حدود قدرته الخدمية.

 

ما هو التمريض المنزلي؟

 

 أولًا، دعونا نتعرف على وظائف الممرض.

الطواقم التمريضية هي جزء أساسي ولا غنى عنه في مجال الرعاية الصحية، فهم العامل الرئيسي لتنفيذ رؤية الأطباء على أرض الواقع. يتمحور دور الممرض أو الممرضة حول تنفيذ الخطة العلاجية التي وضعها الطبيب المعالج للحالة، والحرص على حصول المريض على كافة أنواع العلاجات الموصوفة.

كما يعتبر العامل النفسي من ضمن وظائف الممرض الأساسية، حيث يجب عليه مراعاة الحالة النفسية للمريض والتعامل برفق وبث روح الاطمئنان دائمًا.

ولكن هناك عدة مستويات للتمريض، فهناك أخصائي تمريض وهو حاصل على بكالوريوس تمريض من الجامعة، ويكون مخول بالتعامل مع الحقن والكانيولا وكل ما يخص الحقن الوريدي أو سحب العينات. بينما يأتي فني التمريض أيضا بوظائف مشابهة، ولكنه يكون حاصل على دبلوم تمريض. ثم يأتي دور مساعد التمريض، وهو ليس من الضروري أن يكون حاصل على دراسة متعلقة بالتمريض، ولذلك يقتصر دوره على التعامل مع المريض وتوفير احتياجاته من نظافة شخصية ومساعدته على الحركة وغيرها من الأمور.

من هذا المنطلق، نستطيع أن نفهم أهمية التمريض في مجال الرعاية الصحية، بالتالي تخيل أن يتوفر كل هذا في المنزل. من الطبيعي أن لا يكون الممرض قادر على التشخيص أو وصف العلاج، ولكن يأتي دوره بعد استشارة الطبيب المعالج، وهو ما قد توفره بعض مقدمي الخدمة.

 

ماذا يستطيع التمريض المنزلي أن يقدم؟

 

في حقيقة الأمر يستطيع أن يجلب أغلب خدمات المستشفى إلى بيتك، باستثناء غرفة العمليات بالطبع. وإذا تساءلت عما إذا كان في مقدوره توفير رعاية مركزة للحالات الحرجة، فالإجابة نعم. لذا دعونا نستعرض سريعًا أهم ما يقدمه التمريض المنزلي:

-        رعاية مسنين بالمنزل:

يستطيع التمريض المنزلي أن يوفر مساعد تمريض يقيم مع المسن في منزله لعدد من الساعات يوميًا، لتلبية جميع احتياجاته، والتي قد تتمثل في توفير الوجبات والحرص على توفير بيئة مناسبة له والحفاظ على نظافته الشخصية.

كما أيضًا قد تتطلب بعض الحالات توفير فني تمريض أو أخصائي تمريض إذا كان المسن في حاجة إلى تركيب كانيولا أو قسطرة أو الحصول على دواء عن طريق الحقن.

 

-        العناية بالجروح:

تحتاج الجروح إلى رعاية وعناية مستمرة حتى تصل للشفاء، وهو ما تستطيع خدمات التمريض المنزلي أن توفره. يستطيع الممرض أن يوفر العناية اللازمة لجميع أنواع الجروح، مثل جروح العمليات الجراحية وقرح الفراش و جروح القدم السكري.

وتعتبر القدم السكري من المضاعفات الخطيرة لمرض السكري، وهو ما قد يشكل تهديدًا على الصحة العامة وقد يؤدي إلى بتر القدم إذا لم تتوفر الرعاية اللازمة.

 

-        شفتات تمريض:

قد تصل إلى إقامة كاملة مع الحالة، وهي تستطيع توفير الرعاية الصحية اللازمة للحالات الحرجة أو التأهيل بعد عملية جراحية.

يتم توفير مستوى التمريض على حسب احتياج الحالة.

 

-        خدمات سريعة:

وهي متمثلة في طلب ممرض من أجل الحصول على حقنة في توقيت معين أو تركيب كانيولا على وجه السرعة أو تركيب قسطرة بولية.

يتم توفير أخصائي أو فني تمريض فقط في هذه الحالة، وهم المخول لهم التعامل مع مثل هذه الخدمات.

 

-        العناية المركزة:

يستطيع التمريض المنزلي أن يوفر الرعاية اللازمة للحالات الحرجة، فيمكن توفير أسرة طبية مماثلة لتلك المتواجدة في المستشفى، مع توفير جميع الأجهزة الطبية التي قد يكون المريض في حاجة إليها، مثل مولدات الأكسجين واسطوانات الأكسجين والمونيتور وغيرها من الأجهزة الأساسية.

كما يتم توفير فريق تمريضي مدرب ومجهز لاستخدام مثل هذه الأجهزة والتعامل مع الحالات الحرجة.

 

-        عزل منزلي لفيروس كورونا:

في ظل جائحة فيروس كورونا، قدمت خدمات التمريض المنزلي ما يتناسب مع الوضع. حيث بإمكان توفير عزل منزلي متكامل محكم، يستطيع أن يساعد المريض في الشفاء سريعا، كما يعمل على حماية العائلة المحيطة به من الإصابة بالعدوى.

كما يتوفر أيضًا أجهزة طبية عديدة للحالات الأكثر خطورة.

 

-        استشارات طبية:

كما ذكرنا، الطبيب فقط هو من يستطيع تشخيص الحالة ووضع الخطة العلاجية، لذا يوفر العديد من مقدمي خدمات التمريض المنزلي الفرصة للتواصل مع أطباء متخصصين.

وبالتالي يستطيع الممرض تنفيذ ما يطلبه الطبيب والمتابعة الدورية معه.

 

 

فيروس كورونا والتمريض المنزلي

كان للتمريض المنزلي دورًا هامًا في مواجهة جائحة فيروس كورونا، ولم يقتصر الأمر فقط على توفير خدمات العزل المنزلي، بل هناك جانب آخر للأمر.

كانت الأولوية القصوى خلال هذه الفترة هي حماية كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة من التعرض للعدوى، حيث أثبت أن فيروس كورونا قد يسبب مضاعفات أخطر قد تصل إلى الوفاة لهؤلاء.

انطلاقًا من هذا الخطر، استطاع التمريض المنزلي أن يوفر رعاية للمسنين بالمنزل وهو ما استطاع أن يقلص فرصة التعرض لأي مصدر للعدوى.

كما وفر رعاية لأصحاب الأمراض المزمنة مثل الضغط المرتفع ومرض السكري وارتفاع مستوى الكوليسترول والسمنة وغيرها من الأمراض.

 

بعد التعرف على ما يستطيع التمريض المنزلي أن يقدم، تخيل أن يكون طريقك للحصول على هذه الخدمات جميعها من خلال هاتفك المحمول، وهو الأمر المتوفر من خلال تطبيق حكيمة للتمريض المنزلي.

يمكنك تحميل تطبيق حكيمة الأن وطلب الخدمة المناسبة لك. 

  

Comments

Popular posts from this blog

أنواع من الرعاية الذاتية لمقدمي الرعاية: أيهما أكثر مساعدة؟

التمريض المنزلي في مواجهة أمراض الشيخوخة