التمريض المنزلي في مواجهة أمراض الشيخوخة



يتقدم الإنسان في العمر يومًا بعد تلو الأخر، وتبدأ الكثير من التفاصيل في التغير والاختلاف. لا يبقى شيئا على حاله، والأمر يشمل جسم الإنسان أيضًا، فلا تبقى الخلايا وأعضاء الجسم كما كانت. هنا تبدأ مرحلة تعرف بمرحلة الشيخوخة، وهي حين تكون المساعدة مطلوبة، ويأتي التمريض المنزلي بيد العون.

الحياة تنقسم لعدة أطوار، في الصغر يكون الجسم في قمة تجدده واستعادته لعافيته، حيث يكون معدل تجدد الخلايا في أقصاه ويكون الزمن اللازم للتعافي من أي إصابة غير طويل ولا يتطلب الكثير من المجهود. ومن ثم، يأتي الطور الأخر من الحياة، حين يقل معدل تجدد الخلايا تدريجيا حتى يصل إلى أدنى مستوى، هنا يكون الإنسان قد وصل إلى أعراض وأمراض مرحلة الشيخوخة.

يقدم التمريض المنزلي رعاية صحية متكاملة، وقد أثبت كفاءة منقطعة النظير في مجال الصحة بشكل عام، خصوصا خلال فترة أزمة جائحة كورونا. ولكن لم يقتصر دور التمريض المنزلي على هذا الأمر، بل هو مجال متوسع ويشمل العديد من الخدمات الصحية، ومن أهمها رعاية مسنين بالمنزل.

تعتبر مرحلة الشيخوخة من أكثر الفترات التي يكون الإنسان خلالها في حاجة إلى رعاية صحية، حيث تتنوع المشكلات الصحية والأمراض المتعلقة بالتقدم في العمر. من أهم هذه الأمراض، تأتي الأمراض المتعلقة بالتركيز والذاكرة، مثل مرض ألزهايمر والخرف. هذه الأمراض قد تؤثر على مدى قدرة الإنسان على التفاعل والحياة بشكل طبيعي.

خلال هذه المرحلة يكون التمريض المنزلي هو مفتاح الرعاية، حيث يوفر الرعاية للمسن بالمنزل دون الحاجة لبذل مجهود كبير، كما يحافظ على دور العائلة في التواصل مع المسن وتقديم الاهتمام الأسري المطلوب من أجل الحرص على الحفاظ على الحالة النفسية للمسن.

 

ما هي أمراض الشيخوخة؟

 

-        الأمراض المزمنة:

 يعاني العديد من الناس حول العالم من الأمراض المزمنة بمختلف أنواعها، ويأتي مرض ضغط الدم المرتفع في مقدمة هذه الأمراض مصاحبًا لمرض السكري. كما قد يعني العديد أيضًا من ارتفاع مستوى الكوليسترول والسمنة وغيرها من الأمراض.

في حقيقة الأمر تتطلب هذه الأمراض حرص شديد في التعامل، وبما أن قد يفقد المسن تركيزه خلال مرحلة الشيخوخة، يلزم أن يكون هناك من يتابع الحالة ويحرص على حصولها على العلاج المناسب في المواقيت المناسبة، وهو ما يستطيع التمريض المنزلي أن يقدم من خلال خدمات رعاية المسنين بالمنزل.

 

-        مرض ألزهايمر:

من أمراض الشيخوخة التي تصيب كبار السن بالنسيان واضطرابات في الذاكرة التي تجعلهم غير قادرين على تذكر بعض الأشياء والمواقف ويفقدهم الشعور بالزمن بشكل كبير.

يزيد معدل خطورة الإصابة بهذا المرض لما هم فوق سن الـ 65. ويبدأ المريض بفقدان بعض الذكريات والمعلومات تدريجيا، إلى أن يتطور الأمر لفقدان القدرة على تمييز الأشخاص والوجوه.  

 

-        الخرف:

الخرف لا يمكن اعتباره مرض بحد ذاته، بل هو عرض يظهر من خلاله مشكلات كبيرة في التركيز والذاكرة. يحدث ذلك بسبب مشكلات أو أضرار قد حدثت لخلايا الدماغ لأسباب عديدة.

يتمكن التمريض المنزلي في مواجهة مثل هذه الأعراض عن طريق توفير ممرض متخصص في التعامل مع أمراض الشيخوخة وأعراضها عن طريق خدمة رعاية المسنين بالمنزل.

يعتبر مرضى ألزهايمر أو الخرف هما الأكثر حاجة للمرافق، ويمكن طلب خدمة رعاية مسنين بالمنزل أو تمريض منزلي لمساعدتهم بالقيام بالأنشطة اليومية.

 

-        سلس البول:

وهو فقدان السيطرة على إخراج البول، حيث لا يستطيع المسن أن يسيطر على شعوره بالحاجة للذهاب إلى الحمام. هذه الحالة تكون منتشرة بشكل كبير بين كبار السن.

يتحتم على مقدم خدمة التمريض المنزلي أن يرفع الحرج عن المسن ويساعده في الحفاظ على النظافة الشخصية.

 

-        هشاشة العظام:

مع التقدم في السن يقل معدل تجدد الخلايا بشكل عام في الجسم، وبشكل خاص في العظام. حيث تبدأ كثافة العظام في النقصان تدريجيا وهو ما يسمى بهشاشة العظام.

في تلك المرحلة، تصبح أقل الصدمات مؤثرة بشكل كبير وقد تسبب كسور، لذا يوفر التمريض المنزلي بيئة آمنة في المنزل للمسن من أجل تجنب الصدمات أو السقطات التي قد تسبب إصابات بالغة. كما يحرص مقدم الخدمة على متابعة تحركات المسن طوال الوقت من أجل ضمان سلامته.

 

-         ضعف السمع:

يؤدي التقدم في العمر إلى فقدان حساسية السمع في الكثير من الأحيان، قد يشكل هذا الأمر تحديًا للمسن في التواصل مع الآخرين. يوفر التمريض المنزلي مقدمي خدمة مجهزين للتعامل مع مثل هذه الأمور وتوفير طريقة للتواصل الفعال مع المسن.

 

مرض ألزهايمر والتمريض المنزلي

 

يعتبر مرض ألزهايمر تهديدًا لشكل الحياة للمسن بشكل عام، حيث يؤثر على قدرة الإنسان في الاعتماد على نفسه في توفير احتياجاته اليومية. الأمر يتدرج إلى أن يصبح شبه مستحيل على المسن أن يكون بمفرده.

تبدأ أعراض مرض ألزهايمر في التطور مع مرور الوقت، وللأسف حتى الأن لم يتوصل العلم إلى علاج فعال يقضي على المرض تماما، في مرحلة ما يبدأ الإنسان في فقدان القدرة على التعرف على أفراد عائلته.

وقد تكون أفعاله غير محسوبة وغير مدركة، مما قد يسبب الأذى لنفسه أو للمحيطين به. وهو ما يستدعي بالضرورة أن يكون هناك مرافق له في كل الأوقات يحرص على حماية المسن من أفعاله الشخصية، كما يوفر له احتياجاته اليومية من وجبات ورعاية ونظافة شخصية، لما قد وصل إليه من عدم قدرة على توفيرها بنفسه.

يأتي دور التمريض المنزلي من خلال خدمات رعاية المسنين بالمنزل شاملا، حيث يهدف لتوفير كافة الخدمات والاحتياجات للمسن خلال هذه المرحلة.

يحرص التمريض المنزلي على التعامل برفق مع المسن، وتوفير له كل ما يحتاج إليه من خدمات ورعاية بما في ذلك الأمور المتعلقة بالنظافة الشخصية وقضاء الحاجة. كما يحرص على تلقي المسن للأدوية في مواعيدها المحددة دون تأخير.

يفرض التمريض المنزلي كفاءة مرتفعة في تقديم الخدمة كما يبقي على دور العائلة في تقديم الرعاية للمسن، فأصبح التمريض المنزلي البديل القوي والأساسي لدور المسنين، حيث يستطيع المسن الأن تلقي الرعاية التي تناسبه بينما هو في منزله قريب من أفراد عائلته، وقد تكون التكلفة المادية أقل من تلك المدفوعة في دار المسنين.

 

 تقدم شركة حكيمة خدمات تمريض منزلي عن طريق تطبيق يتم تحميله على الهاتف المحمول، وتتنوع الخدمات المقدمة من قبل الشركة ولكن تأتي خدمة رعاية المسنين بالمنزل في أهمية كبيرة. تقدم من خلالها حكيمة طواقم تمريض متخصصة في التعامل مع كبار السن ومواجهة أعراض الشيخوخة وتوفير الرعاية اللازمة من أجل توفير حياة كريمة لكبار السن.

   

 

 

Comments

Popular posts from this blog

التمريض المنزلي، هل يغني عن المستشفى

أنواع من الرعاية الذاتية لمقدمي الرعاية: أيهما أكثر مساعدة؟