مجال التمريض، وجهة نظر الممرض

 

 

الرعاية الصحية تتكون من عناصر أساسية معروفة للجميع، ولكن نعني بالذكر خلال هذا المقال عنصر واحد وأساسي، وهو التمريض. ربما لدى البعض مفهوم خاطئ عن حقيقة أهمية دور الممرض في هذا المجال، لذا قررنا أن نخصص هذا المقال لعرض ما يستطيع الممرض أن يقدم في مجال الرعاية الصحية بشكل تفصيلي.

مجال التمريض واسع وله تخصصات ومستويات كثيرة، التي من خلالها يستطيع الممرض أن يقدم الرعاية اللازمة لكل حالة حسب احتياجها. كما تختلف أيضا واجبات كل ممرض على حسب تخصصه ومستواه، حيث هناك خدمات غير مصرح بتقديمها سوى مستوى معين من التمريض، وهو ما سنتعرف عليه فيما بعد.

من هذا المنطلق، يتضح لنا أهمية التمريض في مجال الرعاية الصحية، فالممرض هو من يتعامل مع المريض بشكل يومي ويكون على اتصال ومتابعة متصلة لا تتوقف حتى يتماثل المريض الشفاء. كما هو أيضا يحمل مسؤولية كبيرة فيما يخص التعامل النفسي مع المريض، للرفع من الحالة المعنوية وبث روح الاطمئنان والثقة في الشفاء لديه.

مما لا شك فيه أن الحصول على خدمة رعاية صحية لن يخلو من دور التمريض، وتنقسم الأدوار حسب أهميتها بين الطبيب والممرض، فيكون دور الطبيب التشخيص ووضع الخطة العلاجية أو وصف العلاج المناسب، بينما يبدأ دور الممرض في تنفيذ هذه الخطة وتوفير كل لوازم المريض. كما يشمل الأمر أيضا توفير البيئة والمناخ الصحي للمريض أثناء تقديم الرعاية.

هناك أيضًا التمريض المنزلي، وهو الذي تطور بشكل كبير جدا في الآونة الأخيرة ليصبح ذات ثقة وفاعلية. ومنه يستطيع المريض الحصول على رعاية صحية كاملة في منزله، كما يحقق الممرض فوائد مهنية عديدة.

 

تخصصات التمريض ومستوياته

 

  في حقيقة الأمر، تتعدد تخصصات التمريض في تقديم الرعاية الصحية، وتنقسم التخصصات بطريقة مشابهة لتخصصات الأطباء مع اختلاف المهام بالتأكيد.

من ضمن تخصصات التمريض يمكننا أن نذكر:

-        تمريض الطوارئ:

وهو الممرض المعني بالتعامل مع الحالات المرضية الطارئة، وتوفير الرعاية الصحية اللازمة لإنقاذ المريض من مضاعفات خطيرة، مثل العجز أو حتى الوفاة. ويكون نجاح مهمته معتمد بشكل أساسي على السرعة في التنفيذ والدقة المتناهية.

 

-        تمريض العناية المركزة:

وهو الممرض المسؤول داخل وحدة العناية المركزة، وتكون مهمته الأساسية التعامل مع الحالات الحرجة والدقيقة وتوفير الرعاية الصحية المناسبة والمطلوبة إلى أن تستقر الحالة.

 

-        تمريض القلب:

يكون ممرض القلب مسؤول عن توفير الرعاية والتعامل الفوري مع أصحاب الأمراض القلبية والأوعية الدموية. كما تشمل مهمته أيضا التعامل مع حالات الذبحة الصدرية وجلطات القلب.

 

-        التمريض الجراحي:

وهو الممرض الذي يقدم الرعاية للمريض قبل العملية الجراحية وخلالها، وتكون مهمته الأساسية هي التعقيم والتنظيف أثناء إجراء الجراحة، مما يسهل من مهام الطبيب الجراح.

 

-        تمريض العناية بالشيخوخة:

وهو الممرض المتخصص في التعامل مع كبار السن وتوفير الرعاية اللازمة لهم سواء في المنزل أو المستشفى. ويكون دوره في غاية الأهمية إذا كان يعاني المسن من أمراض تخص التركيز والذاكرة مثل مرض ألزهايمر أو الخرف، فهو يكون مدرب على التعامل معهم بالشكل المطلوب وتوفير احتياجاتهم كما ينبغي.

 

-        تمريض الرعاية المنزلية:

ويكون دور الممرض في هذه الحالة توفير رعاية صحية لجميع الأعمار والحالات في المنزل دون الحاجة للتنقل. وهو ما يعرف أيضا بخدمات التمريض المنزلي.

 

-        تمريض الأطفال:

وهو التمريض المتخصص في توفير رعاية صحية لحديثي الولادة والأطفال حتى سن المراهقة.

 

-        تمريض الجروح:

وهو التخصص الذي يوفر رعاية لمن لديهم جروح حادة أو غائرة، بسبب حوادث أو أمراض مزمنة.

 

هناك المزيد من التخصصات للتمريض لتغطية جميع أنواع الرعاية الصحية، ولكن يجب أن نتعرف أيضا على مستويات التمريض المختلفة.

 

1)    أخصائي تمريض: وهو الممرض الحاصل على بكالوريوس تمريض، ويكون مصرح له التعامل مع جميع أنواع الحقن والقسطرة وتوفير جميع الخدمات المتعلقة بالتمريض بشكل عام.

2)    فني تمريض: يكون حاصل على دبلوم تمريض، وتتشابه مهامه بشكل كبير مع مهام أخصائي التمريض.

3)    مساعد التمريض: في الغالب لا يكون حاصل على دراسة تتعلق بمجال التمريض، ولكنه يقدم ما يحيط بالرعاية الصحية. مثل توفير احتياجات المريض اليومية والحرص على حصوله على الأدوية في مواعيدها. وهو غير مخول بالتعامل مع الحقن أو الكانيولا.

 

أدوار التمريض في حياة المريض

 

  يكون تأثير الممرض كبير وفعال في حياة المريض أثناء تلقيه الرعاية، حيث يعتمد نجاح العلاج بشكل كبير على أن يؤدي الممرض مهمته بإحكام.

وتختلف أدوار الممرض في الرعاية الصحية بين دور فني ودور نفسي.

-        دور الممرض فنيا:

يجب أن يكون الممرض صاحب خبرة كبيرة قبل أن يستطيع ممارسة المهنة بشكل منفرد، وذلك لأن وظيفته متصلة بشكل مباشر بصحة الإنسان.

لذا يجب أن يكون الممرض على درجة كبيرة من الدقة والتمكن، لأن كل فعل قد يكون له عواقب خطيرة على صحة المريض.

 

-        دور الممرض نفسيا:

وهو عامل في غاية الأهمية، حيث يوفر التمريض المناخ والبيئة المناسبتين للممرض أثناء تلقيه للعلاج. ويجب على الممرض أن يكون مشجعا، يمتص غضب أو إحباط المريض، أن يخفف من آلامه النفسية، ويكون أيضا له دور فيما يخص التعامل مع عائلة المريض.

في حقيقة الأمر، يتعرض الممرضون إلى مشكلات عديدة أثناء تأدية عملهم، حيث قد يعاني العديد منهم من طول الشفتات التي قد تصل في بعض الحالات إلى 24 ساعة متواصلة.

كما قد لا تكون الأجور متوافقة مع المجهود المبذول ولا يحقق لهم الاكتفاء الذاتي في الكثير من الأحيان، مما يضطرهم إلى العمل بشكل أكبر والتحميل على صحتهم البدنية والنفسية.

من الطبيعي أيضا أن يتعامل الممرض أثناء الشفت مع العديد من الحالات، مما يشتت تركيزه ويؤثر سلبيا على كفاءة عمله.

 


التمريض المنزلي، الحل للمرض والمريض

 

  قد يواجه العديد من المرضى صعوبة في توفير رعاية صحية مناسبة في الوقت المناسب، وهو ما قد يتم مواجهته عن طريق التمريض المنزلي، ليكون الحل الأمثل في الكثير من الأحيان للمريض والممرض على حد سواء.

يستطيع التمريض المنزلي توفير العديد من الخدمات، مثل رعاية المسنين بالمنزل، تأهيل ما بعد العمليات الجراحية، العناية بالجروح، تركيب كانيولا أو قسطرة بولية، إعطاء حقن بجميع أنواعها، توفير وحدة رعاية مركزة متكاملة في المنزل، العناية بالأم والطفل بعد الولادة، وغيرها من الخدمات التي توفر رعاية صحية مناسبة لجميع الحالات المرضية.

كما أصبح التمريض المنزلي أيضا الحل الأمثل للممرضات والممرضين، حيث يوفر لهم بيئة عمل مثالية، يستطيع فيها مقدم الخدمة أن يقدم أفضل ما لديه، كما يكون العائد المادي مناسب ومجزي مقابل المجهود المبذول، ولا يضطر الممرض إلى العمل لساعات طويلة قد تمتد إلى أيام متتالية.

 

  من جانبها، تستطيع شركة حكيمة لخدمات التمريض المنزلي توفير جميع هذه الخدمات عن طريق تطبيق يمكن الحصول عليه بسهولة على جميع الهواتف المحمولة.   

 

Comments

Popular posts from this blog

التمريض المنزلي، هل يغني عن المستشفى

أنواع من الرعاية الذاتية لمقدمي الرعاية: أيهما أكثر مساعدة؟

التمريض المنزلي في مواجهة أمراض الشيخوخة