التمريض المنزلي، تأثير جائحة كورونا على مجال الصحة

 


 

يعتبر مجال الصحة وتقديم الرعاية الصحية من أكثر الأمور تأثيرا على مجتمعاتنا وتعتبر من الأمور التي لا يمكن المساس بها تحت أي ظرف. ولكن قدم التمريض المنزلي إضافة فعالة للرعاية الصحية عن طريق عدة خدمات توفر احتياجات الصحة في المنزل، وقد برزت هذه الإضافة وتجلت خلال جائحة فيروس كورونا.

سبب فيروس كورونا الكثير من اللغط والاضطراب في مجال الصحة بشكل عام، حيث ازدحمت المستشفيات بشكل غير مسبوق بسبب ازدياد عدد الإصابات خلال الموجات المختلفة من انتشار الفيروس. وما سبب تأثيرا أعمق هو عدم صلاحية تلقي رعاية صحية اعتيادية في المستشفيات، كما أصبحت المستشفيات وجهة خطيرة قد تسبب العدوى خلال تلك الفترات.

أصبح الحصول على رعاية مناسبة وذات كفاءة أمرا يشكل تحديا، وهو ما دعى الناس إلى اللجوء لبديل يقدم الرعاية الصحية ويكون بنفس الكفاءة والفاعلية، ولم يكن هناك من يحل هذا الأمر سوى التمريض المنزلي.

كما أيضا استطاع أن يقدم رعاية لمصابين فيروس كورونا، حيث صدرت العديد من خدمات العزل المنزلي وتأجير الأجهزة الطبية الخاصة بالجهاز التنفسي. كان هذا الأمر تعديلا حتميا كي يتناسب مع احتياجات المجتمع خلال هذه الفترة لا غنى عنه.

ولم يقتصر دور التمريض المنزلي عند هذا الحد، بل قدم أيضا اختيارا بديلا للمستشفى في باقي الحالات الصحية، وجاء هذا الأمر كالمنقذ للحالات الصحية التي تكون في حاجة لرعاية صحية ولا يمكنها الذهاب إلى المستشفى لما في ذلك من خطورة التعرض لعدوى فيروس كورونا.

لذا دعونا نستعرض كيف تأثر مجال الصحة وكيف ساهم التمريض المنزلي في حل المشكلة خلال جائحة فيروس كورونا.

 

دور التمريض المنزلي خلال جائحة كورونا

 

كان تأثيره في مجال الخدمات الصحية بشكل عام كبير وملحوظ، وكان له طريقان أساسيان في تحقيق ذلك. حيث كان احتواء الأزمة ضروريا ومطلوبا للتخفيف عن قطاعات الصحة المختلفة الأعباء المتزايدة، سواء فيما يخص رعاية المصابين بفيروس كورونا أو طالبين الرعاية الصحية بصفة عامة.

انقسم دور التمريض المنزلي في هذا الأمر إلى دور مباشر في التعامل مع الأزمة، ودور أخر غير مباشر.

دور التمريض المنزلي المباشر:

ساهم التمريض المنزلي بشكل مباشر خلال جائحة فيروس كورونا من خلال تقديم خدمات تساهم في توفير رعاية صحية للمصابين بالفيروس، حيث قدم خدمة العزل المنزلي المحكم الذي وفر رعاية وتأهيل من الإصابة في المنزل دون الحاجة إلى التوجه للمستشفيات.

كما ساهم أيضا في حماية أفراد العائلة المحيطين بالمصاب من الإصابة بالعدوى عن طريق تطبيق نظام الفقاعة ومنع اختلاطهم بالمصاب إلى أن يثبت شفائه.

يقدم التمريض المنزلي خلال خدمة العزل المنزلي لفيروس كورونا الآتي:

-        ممرض متخصص في التعامل مع حالات فيروس كورونا، مع اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية لمنع نقل العدوى.

-        التحاليل والفحوصات اللازمة للكشف عن حالة المريض.

-        المسحة النهائية للتأكد من سلبيتها وتعافي المريض.

-        أجهزة طبية متعلقة بالجهاز التنفسي، قد تكون لازمة في بعض الحالات. (مولدات الأكسجين، أسطوانات الأكسجين، أجهزة الـ BIPAP والـ CPAP)

-        تعقيم الغرفة التي يقيم بها المصاب بعد التعافي.

-        التخلص من مخلفات المصاب بشكل صحي يمنع انتقال العدوى إلى شخص أخر.

-        إمكانية إيجار أسرة طبية في حالة احتياج الحالة لذلك.

وفرت هذه الخدمة عزل منزلي لمصابين كثر، استطاعوا من خلاله الحصول على رعاية مناسبة لحالتهم وتمثلوا الشفاء في منزلهم دون الحاجة للتوجه إلى المستشفى.

وبالتأكيد لا يمكن إنجاز ذلك دون استشارة طبيب متخصص، حيث يوفر التمريض المنزلي في الكثير من الأحيان إمكانية استشارة طبيب إذا لم يكن هناك طبيب معالج للحالة.

 

دور التمريض المنزلي الغير مباشر:

في حقيقة الأمر، التمريض المنزلي متواجد ومتاح لتقديم خدماته منذ فترة كبيرة حتى من قبل بداية جائحة فيروس كورونا. يقدم التمريض المنزلي العديد من الخدمات التي تهتم بتقديم خدمات رعاية  صحية لكل الحالات الصحية المختلفة، والتي بدورها قد ساهمت في التخفيف من أعباء المستشفيات أثناء الجائحة ومنع تعرض غير المصابين لخطر العدوى.

وتأتي خدمة رعاية المسنين بالمنزل في مقدمة الخدمات التي توفر مثل هذا الأمر، وهو ما سنحاول عرضه فيما يلي.

-        خدمة رعاية المسنين بالمنزل:

يقدم التمريض المنزلي خدمة خاصة لكبار السن، وهي العامل الحاسم والأساسي في تقديم رعاية للمسنين بالمنزل، كما تساهم في الحد من خطورة الاختلاط بأشخاص مصابين عند التوجه للمستشفى لتلقي الرعاية.

تقدم خدمة رعاية المسنين بالمنزل جميع ما يحتاج إليه المسن من رعاية صحية واحتياجات شخصية، ويتعلق الأمر بتوفير مرافق للمسن بشكل عام يستطيع الاعتناء به طوال اليوم وتقديم له حياة أفضل.

يهتم التمريض المنزلي بشكل خاص بتوفير الرعاية لمرضى ألزهايمر، ويوفر طواقم تمريض متخصصة في التعامل مع مثل هذه الحالات وتوفير الرعاية اللازمة لهم، وتجنب المضاعفات والمخاطر التي قد تحدث بسبب عدم إدراك المسن الكامل.

-        خدمة شفتات التمريض (ممرض مقيم):

تقدم هذه الخدمة ممرض يقيم مع الحالات الصحية المختلفة لتوفير مع اختلاف الأعمار، ليقدم الرعاية الصحية التي يكون في حاجة إليها على وجه السرعة.

تتميز هذه الخدمة بالخصوصية والكفاءة، حيث يقوم الممرض يصب كامل تركيزه وخبرته في اتجاه مريض واحد، مما يضمن كفاءة وفاعلية الخدمة.

تستطيع هذه الخدمة توفير رعاية تأهيل ما بعد العمليات الجراحية، وهي قادرة على توفير خدمات الرعاية المركزة في البيت بكامل الأجهزة الطبية والمستلزمات المطلوبة. كما تستطيع هذه الخدمة توفير متابعة على مدار الساعة عن طريق توفير أكثر من ممرض في شفتات مختلفة، ليبقى المريض دائما تحت المتابعة.

 

خدمات التمريض المنزلي الأخرى

 

  لم تقتصر خدمات التمريض المنزلي عند هذا الحد، بل ساهمت أيضا في توصيل كل ما يتعلق بالرعاية الصحية في المنزل، مع سهولة الوصول إليها.

-        الخدمات السريعة:

وهي طلب ممرض متخصص من أجل تركيب و إزالة الكانيولا أو إعطاء جميع أنواع الحقن أو تركيب وإزالة القسطرة البولية.

-        العناية بالجروح:

توفر هذه الخدمة عناية بجميع أنواع الجروح بما في ذلك جروح العمليات الجراحية وقرح الفراش والقدم السكري.

-        النقل الطبي (الإسعاف):

توفر هذه الخدمة سيارات إسعاف مجهزة على حسب الحالة، لنقل الحالات المرضية من وإلى أي مكان دون خطورة.

-        أجهزة طبية:

يمكن من خلال خدمات التمريض المنزلي تأجير أجهزة طبية متنوعة، مثل جهاز الـ Vacuum الذي يستخدم في شفط السوائل الزائدة من داخل الجرح مما يساعد على سرعة الشفاء.

 

  توفر حكيمة للتمريض المنزلي الفرصة للحصول على جميع هذه الخدمات عن طريق تطبيق على الهاتف المحمول، يمكنك طلب من خلاله الخدمة المناسبة لك بسهولة، مع توفير خدمة المتابعة والدعم على مدار الساعة.     

 

Comments

Popular posts from this blog

التمريض المنزلي، هل يغني عن المستشفى

أنواع من الرعاية الذاتية لمقدمي الرعاية: أيهما أكثر مساعدة؟

التمريض المنزلي في مواجهة أمراض الشيخوخة